استضافت مؤسسة يبوس للاستشارات والدراسات الاستراتيجية، وبالشراكة مع قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل، المفكر والأكاديمي ومساعد وزير الخارجية المصري الأسبق الدكتور عبد الأشعل، في لقاء حواري خاص لمناقشة الرؤية المصرية تجاه القضية الفلسطينية: ملامح الثبات والتغير في ظل العوامل الإقليمية والدولية.
ويأتي اللقاء ضمن سلسلة اللقاءات التي تعقدها يبوس تحت عنوان لقاءات الفكر والسياسية والتي تستضيف فيها شخصيات فكرية وأكاديمية وسياسية من بينهم الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي.
وأكد الأشعل في مستهل حديثه على اعتزاه بالمقاومة الفلسطينية وفلسطين عموما، واعتبر أن معركة "سيف القدس" أثرت على الإجماع العربي ودعمته، فقبل المعركة كان العرب مفرقين ويهرع بعضهم للتحالف مع إسرائيل خوفا من عدو وهمي تخترعته الولايات المتحدة الأمريكية، وهو إيران. وأكد الأشعل أن كل التخوفات العربية الوهمي تجاه ليست موجودة، وأن المشكلة الأساسية بين الولايات المتحدة وإيران هي أن إيران تقول "لا" وتريد أن تكون قوة إقليمية لها وزنها في المنطقة وهذا ما لا تريده الولايات المتحدة.
رأى الأشعل أن هدف المشروع الصهيوني في الأساس هو مصر، وأن فلسطين هي في قلب الأمن القومي المصري ولذلك تشكل المقاومة الفلسطينية خط الدفاع الأول عن مصر، واعتبر على مصر دعم فلسطين لأن ذلك يشكل حماية للأمن القومي المصري من الخطر الإسرائيلي. واعتبر أن إسرائيل تبذل كل جهدها للحيلولة دون حصول الشعب المصري على حريته.
وأشار إلى أن الشعب المصري يريد العدالة في فلسطين ويكره إسرائيل كراهية تامة، ولذلك فالفوارق في سياسات مصر تجاه القضية الفلسطينية متعلقة بتوجهات كل رئيس على حدة. فسياسة الرئيس السابق حسني مبارك كانت مبنية على اعتبارات تقليدية تهدف إلى الحفاظ على الدور المصري في القضية الفلسطينية، مع فارق واحد وهو قرب مبارك الشديد من إسرائيل لحد مساعدة مصر لإسرائيل في حرب 2008-2009، وهو ما يعده الأشعل عارا إذا ثبت ذلك. أما مصر في حقبة الرئيس محمد مرسي اعتبر أنه كان منطلقا من المفهوم السياسي لجماعة لإخوان المسلمين. وبعد مجيء النظام السياسي الحالي ورغم الملاحظات التي أخذت عليه إلا أن إدارة الملف عادت مجددا من منطلق اعتبار أن فلسطين جزء من الأمن القومي المصري وهي الرؤية المستمدة من المدرسة العسكرية المصرية. وبالتالي عاد الملف لمفهوم المؤسسة.
ونفى أن يكون القرار المصري مهيمنا عليه سعوديا أو إماراتيا، حيث إن مصر تنطلق في سياساتها من رغبات الشعب المصري وتراعي ضمن ذلك الاعتبارات الإقليمية، ولكن ذلك لا يعني أن القرار المصري مهيمن عليه.
واعتبر أن موقف إسرائيل من سد النهضة الأثيوبي هو موقف معادي لمصر، لأن إسرائيل تدعم أثيويبا في مسألة تهدد الأمن القومي المصري.
وفيما يتعلق بعلاقة مصر مع فلسطين، قال الأشعل أن لدى مصر عدد من الاهتمامات فيما يتعلق بقطاع غزة؛ تتمثل في إعادة الإعمار، وتحقيق هدنة طويلة الأمد تؤدي إلى انطلاق مفاوضات لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وإنجاز صفقة تبادل أسرى، وذلك نتيجة رغبة مصر في تحقيق صفقة تبادل، والضغط الأمريكي لإنجازها، والرغبة الإقليمية العربية في إنجازها. وتحقيق المصالحة الفلسطينية.
واعتبر أنه لا يجب التعامل مع مصر على أنها عدو لفلسطين، وعدم الانجرار وارء حملات التشويه التي يشنها الإعلام المصري التي لا تعبر عن موقف الشعب المصري الحقيقي. وعزا الموقف المعادي العربي تجاه حركات المقاومة إلى هيمنة دول الخليج العربية على جامعة الدول العربية. ودعا الحكومة المصرية مراجعة علاقاتها بإسرائيل، ويجب عليها اتخاذ مواقف صارمة من إسرائيل للتصدي لسياسة إسرائيل المعادية لمصر وخصوصا في قضية سد النهضة.
ويرى الأشعل أن النظام المصري الحالي يتعامل مع حماس على أنها حركة مقاومة ونحّى علاقاتها مع جماعة الإخوان المسلمين، التي لديه إشكايات معها، عن اعتباراته في التعامل معها.
© جميع الحقوق محفوظة
(طباعة)