بقلم: الدائرة الإعلامية
عقدت مؤسسة يبوس للاستشارات والدراسات الاستراتيجية الاثنين 21 شباط/ فبراير2022 ندوة بعنوان "إدارة الإعلامية للقوائم الانتخابية"، في ظل التجهيز للمرحلة الثانية من انتخابات الهيئات المحلية المزمع عقدها خلال شهر آذار/مارس القادم.
واستضافت المؤسسة خلال الندوة، التي عقدت عبر تطبيق زووم، الأستاذ "أدهم الخروبي" الخبير في إدارة الحملات الإعلامية، وصاحب تجربة عملية في إدارة الحملات الانتخابية لعدد من القوائم الانتخابية في مدينة نابلس وغرفتها التجارية أيضا.
وتأتي الندوة ضمن عدد من الندوات السياسية والتدريبية التي تعقدها مؤسسة يبوس بشكل دوري لمناقشة القضايا والتطورات التي تؤثر على المجتمع الفلسطيني في مختلف المجالات.
وتناول الخروبي خلال الندوة عددا من القضايا والآليات المهمة لإدارة الحملة الانتخابية، إذ بدأ حديثه بالتعريف بصفات مدير الحملة الانتخابية ودوره وما يجب أن يتمتع به من معرفة وإمكانيات. ثم تطرق للحديث عن أهمية نسب الحسم في تحديد القوائم الفائزة ودور مدير الحملة الانتخابية في رفع نسبة الحسم لزيادة فرص قائمته بالفوز.
بالإضافة إلى ذلك، تناول الخروبي أهمية وسائل التواصل الاجتماعي وأدوات الاتصال والتواصل الحديثة في الدعاية الانتخابية بما يتماشى مع العصر الحالي الذي تتزايد فيه أهمية المادة المرئية المبسطة المختصرة على المادة المكتوبة الطويلة المفصلة، وقد استعان بعدد من مقاطع الفيديو لحملات انتخابية سابقة قام بإدارتها بنفسه لتوضيح أهمية المادة المرئية وكيف يمكن استقطاب العديد من الجمهور والمشاهدين لها.
إلا أنه أكد في ذات الوقت على أهمية التواصل المباشر الوجاهي مع جمهور الناخبين من خلال تنظيم زيارات ولقاءات مع ممثلي التجمعات والعشائر لشرح البرنامج الانتخابي والخطط المستقبلية لهم. وفي ذات السياق، وضّح الخروبي أن الدعاية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي غير كافية، وإنما يجب أن تنشر القائمة دعايته على لوحات الإعلانات العامة وفي الأماكن العامة بشكل منظم وحضاري، حيث إن لهذه الدعاية أثر في خلق نوع من "الهيبة" والمكامة للقائمة ومرشحيها في نفوس الناخبين.
وإلى ذلك، فقد أكد الخروبي أنه لا يجب حصر الدعاية الانتخابية في رأس القائمة، وإنما يجب أن يتم التركيز على كل عضو في القائمة والميزة الإضافية التي يشكلها وجوده في القائمة. وفي هذا السياق، تطرق لإعداد السير الشخصية لأعضاء القائمة، حيث اعتبر أنه لا يجب كتابة معلومات المرشح التي لا تهم الناخبين أو ليست مناسبة لدوره كمرشح بلدية أو مجلس قروي، فالذي يجب أن يتكب في السيرة الذاتية هو كل ما له علاقة بالعمل المؤسساتي والمهني ذي الصلة والخبرة العملية في إدارة الشأن العام.
كما وفرق الخروبي بين البيان الانتخابي والبرنامج الانتخابي، فالأول يعكس الخطوط العريضة لهدف الترشح والتصورات المستقبلية لعمل القائمة في حالت الفوز، بينما يشير الثاني إلى الخطط والسياسات التي تسعى القائمة لتنفيذها في حال حصلت على الفوز. وفيما يتعلق بالبيان الانتخابي، فإنه دعا إلى اعتماد وسائل التواصل الاجتماعي من خلال المقاطع المرئية الموجزة في تقديم البيان، بدلا من الخطابات الرنانة البعيدة عن الواقع.
وفي ذات الإطار، اعتبر أن مكان إعلان البيان مهم أيضا؛ مفضلا أن يكون في موقع له صلة وثيقة بمضمون الدعاية الانتخابية، وبحضور الصحافة والإعلام لتغطية الحدث. ولكنه عاد وأشار إلى أن طبيعة الدائرة الانتخابية هي التي تحدد إذا ما كان هناك حاجة للبيان الانتخابي والصحافة أم لا، فانتخابات المدن الكبرى تختلف عن انتخابات القرى الصغيرة.
وفيما يتعلق بالبرنامج الانتخابي، يرى الخروبي أن البرنامج يجب أن يكون معقولا وممكنا بعيدا عن المثالية وواضحا، ويتناول قضايا ومشاريع رئيسية تسعى القائمة لتنفيذها، وليس شعارات عمومية بعيدة عن الواقع.
وفي ختام حديثه، أكد الخروبي على أن فوز القائمة وخسارتها لا يعتمد فقط على الإعلام والدعاية، وإنما على يعتمد بالأساس على الرصيد الشعبي والمجتمعي والمهني الذي يحظى به أعضاء القائمة، في حين يتمحور دور الدعاية في تقديم هذا الرصيد للناخبين ومحاولة إقناعهم بأفضلية قائمة على أخرى من خلال الأدوات والوسائل التي وضحها خلال الندوة.
ولاقت الندوة حضورا لافتا من عدد من المرشحين والممثلين عن قوائم انتخابية من مختلف المدن والمناطق، وغيرهم من المهتمين في الموضوع، وأبدى المشاركون إعجابهم بمحتوى الندوة وتفاعلوا معه بالنقاش والأسئلة والمحاورة.
© جميع الحقوق محفوظة
(طباعة)