بقلم: الدائرة الإعلامية

 عقدت مؤسسة يبوس للاستشارات والدراسات الاستراتيجية ندوة حوارية تحت عنوان: "الحرب على غزة ودلالات الموقف الروسي". حيث استضافت لنقاش هذا الموضوع المهم الدبلوماسي الروسي السابق، الذي عمل في عدة بلدان عربية، والمحاضر في جامعة المدرسة العليا للاقتصاد في الاتحاد الروسي البروفيسور سيرغي فوروبييف. والأستاذ علي البغدادي الباحث المختص في الشأن الروسي والعلاقات الشرق أوسطية، وله العديد من الأوراق والمقالات والدراسات والمشاركات فيما يتعلق بالشأن الروسي وتفاعله مع منطقة الشرق الأوسط.

وقد تطرقت الندوة إلى عدة محاور فيما يتعلق بالموقف الروسي، الذي كان مؤيدا على المستوى الرسمي والشعبي للموقف الفلسطيني. حيث استعرض الضيوف العديد من المحاور في مقدمتها توصيف الموقف الروسي من الحرب الحالية، ولماذا بدت روسيا على المستوى الرسمي والشعبي داعمة للموقف الفلسطيني مع أن لها علاقات سياسية واقتصادية جيدة مع إسرائيل. إضافة للنظرة الروسية حول إمكانية تعزيز  توسع الحرب وتحولها إلى حرب إقليمية، وهل هذا الأمر يصب في مصلحتها أم أنه يعارضها.

كما تطرق النقاش إلى كيفية تعامل روسيا مع مسألة الانتشار العسكري الغربي الضخم في المنطقة، وهل ترى أن هذا الانتشار يشكل تهديداً عليها، في ضوء إعلانها تسيير دوريات جوية محملة بصواريخ فرط صوتية في البحر الأسود، وإجراء مناورات نووية.

وفيما يتعلق بمآلات الحرب نوقشت مسألة كيفية يمكن أن تساهم روسيا من خلال علاقاتها بأطراف الصراع ومكانتها السياسية والدبلوماسية في إيجاد حل للصراع، لا سيما وأنها أعلنت أنها منفتحة على الطرح التركي حول الدول الضامنة وتريد توضيحا أكثر حوله.

وقدم الضيفين قراءتهما في هذه النقاط المهمة وغيرها من التفاصيل، مع التركيز على احتجاجات داغستان واستقبال روسيا وفدا من حركة حماس. وكان لديهما اتفاق أن روسيا لديها موقف مبدئي بحل الدولتين وعدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي، وأن سياسة روسيا الخارجية تقوم على مبدأ تعدد الأقطاب وهذا ينصب في مصلحة الموقف الفلسطيني، كما أن روسيا تتبنى سياسة الانفتاح على مختلف الأطراف وعدم اقتصار تعاملها مع طرف دون آخر.

وتأتي هذه الندوة، التي أدارها الباحث في مؤسسة يبوس الاستاذ كريم قرط، ضمن سلسلة ندوات بدأت مؤسسة يبوس في تنفيذها لتقديم قراءات متنوعة ومواكبة للأحداث بما يضع المهتمين في صورة الأحداث وتفاعلاتها الحالية ومآلاتها المستقبلية.