بقلم: الدائرة الإعلامية

 عقدت مؤسسة يبوس للاستشارات والدراسات الاستراتيجية، في مساء الأربعاء 27/12/2023، ندوة استضافت خلالها الأستاذ الدكتور صالح عبد الجواد المؤرخ الفلسطيني وأستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت.

وجاءت الندوة، التي أدارها الباحث في المؤسسة كريم قرط، تحت عنوان "حرب الإبادة في قطاع غزة: الأسباب العميقة والمآلات". حيث تطرق عبد الجواد إلى مقدمة عرّف فيها المجزرة والإبادة وغيرها من المصطلحات التي تصف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وتطرق إلى طبيعة المشروع الصهيوني وهدفه الدائم لتهجير الشعب الفلسطيني منذ بداية تشكل هذا المشروع، وانتقل إلى إيضاح الأسباب التي دفعت الاحتلال إلى ارتكاب هذا الكم الهائل من المجازر في قطاع غزة والضفة الغربية، التي تشهد هي الأخرى عدوانا غير مسبوق. إذ أن الاحتلال تلقى ضربة أفقدته القدرة على الردع، وهذا الردع هو عنصر أساسي لدى الاحتلال لا يستطيع التخلي عنه لأن في ذلك تهديد لوجود المشروع الصهيوني برمته.

وبعد ذلك ناقش الأسباب العميقة التي تقف وراء حرب الإبادة ضد قطاع غزة، ومنها حاجة المشروع الصهيوني إلى تهجير الشعب الفلسطيني حتى يستطيع إكمال مشروعه الاستيطاني، ومن ناحية أخرى يشكل وجود قطاع غزة عائقا أمام الاحتلال لتنفيذ مشاريع البنية التحتية الكبرى التي ستضمنه وجوده وتطبيعه للعلاقات مع العالم العربي، وهي مشروع قناة بن غوروين ومشروع الممر الأخضر الذين يربط موانئ الهند مرورا بالإمارات العربية وصولا إلى موانئ الاحتلال. ومن ناحية أخرى لدى الاحتلال مطامع في سرقة حقول الغاز الفلسطينية على شواطئ قطاع غزة.

وفي مآلات العدوان، رجّح عبد الجواد فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه بتهجير الشعب الفلسطيني نظرا إلى بسالة المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي فاق كل التوقعات، وأيضا الموقف العربي الرافض للتهجير. مع أنه أشار إلى أن مكانة الدول العربية، وتحديدا مصر، قد تراجعت في هذا العدوان.

ويرى عبد الجواد أن العدوان الحالي يستهدف الشعب الفلسطيني بكل مكوناته، بما في ذلك السلطة الفلسطينية، التي يهدف الاحتلال إلى التخلص منها لتحقيق المشروع الاستيطاني على كامل "أرض إسرائيل" كما يسميها الاحتلال.

وتأتي هذه الندوة ضمن سلسلة ندوات عكفت مؤسسة يبوس على عقدها منذ بداية العدوان على قطاع غزة لمناقشة مختلف جوانب هذا العدوان وآثاره والتفاعلات الإقليمية والدولية معه. وقد لاقت الندوة حضورا وتفاعلا لافتا شارك فيه العديد من المهتمين والمثقفين الفلسطينيين من الداخل والخارج.