دراسة تحليلية: حماس والنظام السوري..علاقة مضطربة
تاريخ النشر: 19/09/2022 - عدد القراءات: 1773
دراسة تحليلية: حماس والنظام السوري..علاقة مضطربة
دراسة تحليلية: حماس والنظام السوري..علاقة مضطربة


بقلم: أ. طارق خضيري

 مقدمة

شكلت الأزمة السورية التي اندلعت في مارس/2011 علامة فارقة في العلاقات على مستويات مختلفة إقليميا ودوليا، فبات هناك محور مؤيد للنظام، ويدعم بقاءه بشتى السبل، ويرى أن رحيله يشكل خطرا كبيرا والبديل سيكون فوضى وتطرف، ومحور معادٍ له ويدعم الثورة ويؤمن بضرورة سقوط النظام من منطلقات مختلفة، حتى وصلت الأزمة لحرب نفوذ ومصالح بين تلك الأطراف في سرويا.

كان للقضية الفلسطينية أثرٌ بارزٌ على الأزمة السورية، فقرب سوريا من فلسطين، واستمرار اسرائيل باحتلال الجولان، ودعم واحتضان سوريا للمقاومة الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين، والمقاومة اللبنانية، جعل المتربصين بسوريا يستغلون فرصة "الثورة الشعبية"، ليضربوا ظهر المقاومة الفلسطينية واللبنانية.

شكلت علاقة حركة المقاومة الإسلامية- حماس بالنظام السوري موضع جدل كبير، فحماس -الإخوانية- تضع ثقلها وتستقر في بلد يستبد بالإخوان، والنظام يدعم حماس رغم الاختلافات العديدة، لكن عام 2011 كان له ما بعده، فلم تصمد العلاقة بين حماس والنظام رغم استمرارها لأكثر من عشر سنوات، فالواقع العربي الجديد الذي جاء بعد 2011 جعل الجميع يتعامل باستراتيجية جديدة مختلفة.

هذه الدراسة تسلط الضوء على علاقة حماس بالنظام السوري بعد اندلاع الأزمة، فهذه القضية لها أبعاد مختلفة، ومحاولة فهم كيفية تغير ملامح العلاقة في المراحل المختلفة للأزمة، ومحاولة استكشاف مستقبل العلاقة.

إشكالية الدراسة

تأثرت علاقة حماس بالنظام السوري بعد اندلاع الأزمة السورية بشكل كبير، وتدحرجت الخلافات بشكل متسارع، رغم رصانة العلاقة التي لم تنجح كل المحاولات لضربها، إلا أنها لم تصمد أمام الأزمة الأخيرة. فتحاول الدراسة الإجابة على عدة تساؤلات:

·        ما موقف ودور حماس في الأزمة السورية في حقبها المختلفة، بما في ذلك بعد خروجها من سوريا؟.

·        ما موقف النظام من سلوك حماس حيال الأزمة؟.

·        هل هناك احتمال لعودة قريبة؟.

فرضية الدراسة

تقوم فرضية الدراسة على أن موقف حماس من الأزمة السورية يرتكز على عدة أمور، أهمها:

ü     نجاح الثورات في مصر وليبيا وتونس.

ü     وصول الإخوان المسلمين لسدة الحكم في بلاد مختلفة، أهمها مصر التي تجاور غزة (معقل حماس).

ü     موقف "الإخوان المسلمين" المناهض للنظام السوري، فامتداد حماس الإخواني كان له دور كبير في موقفها من الأزمة.

ü     الحاضنة القطرية والتركية، لحماس وتوفر بديلاً لها عن سوريا، الأمر الذي شجعها على الخروج.

ü     عدم رضى النظام من موقف حماس من الأزمة وعدم وقوفها معه.

مراجعة الأدبيات السابقة

تناولت هذه الدراسة عدة أنواع للأدبيات السابقة، مثل: الكتب، والدراسات السابقة حول علاقة حماس بالنظام السوري.

الكتب:

- محسن صالح، وخالد مشعل، وآخرون. حركة المقاومة الإسلامية حماس: دراسات في الفكر والتجربة، (بيروت، مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 2015).

يتناول الكتاب والذي يُعِده ثلة من قادة حماس ومفكرون إسلاميون، دراسات علمية حول حماس وتجربتها، وتقييم أدائها، وطريقة صنع القرار فيها، ويستعرض حقب زمنية مختلفة ومهمة، وأحداث عايشتها الحركة، وشاركت بها، ويتطرق الكتاب للأزمة السورية، وكيفية تعاطي حماس معها، والتي يرون أن حماس كانت محقة في خروجها، وأنها تعرضت لضغط شديد لتقف في صف النظام، ما دفعها لمغادرة سوريا.

- عبد الحكيم حنيني. منهجية حركة حماس في العلاقات الخارجية: سورية نموذجا2000-2015، (بيروت، مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 2018، الطبعة الأولى).

يتناول الكتاب استراتيجية حماس في بناء علاقاتها الخارجية، وعلاقتها بجماعة الإخوان المسلمين، ويتناول علاقة سوريا بحماس في مراحلها المختلفة، ابتداء من دخول حماس لسوريا، ومن ثم الدعم والاحتضان الكبيرين اللذين وفرهما النظام لحماس، ومن ثم الأزمة السورية وانعكاساتها على العلاقة، وكيفية تعامل الطرفين، حيث يرى الكاتب أن الدعم السوري لحماس كان كبيرا، وأن حماس خسرت من خروجها من سوريا، لكن خروجها كان ضرورة لا بد منها.

 الدراسات السابقة:

- وحدة تحليل السياسات في المركز العربي. اختلاف خطاب الممانعة لدى النظام السوري اتجاه العدوان الإسرائيلي على غزة، (الدوحة، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2014، ).

تناولت الدراسة خطاب سوريا اتجاه المقاومة الفلسطينية وعدوان اسرائيل على غزة قبل وبعد الأزمة، وعلاقة حماس بمحور المقاومة، والدعم السوري لحماس أثناء وجودها هناك، ويتطرق لعلاقة حماس لمحور بعد اندلاع الأزمة السورية، وخروج حماس من سوريا لرفضها الوقوف في صف النظام.

- يوسف بريغيث. موقف حماس من الأزمة السورية: قراءة في التحولات لموقف حماس (2011-2014)، (غزة، مجلة  جامعة الأزهر، (يونيو2016، مجلد18، عدد1).

تتناول الدراسة علاقة حماس بالنظام السوري منذ بدايتها، وصولا للقطيعة التي حلت بين الطرفين، ويتطرق للتغيرات في موقف حماس حيال الأزمة السوريةـ، ابتداءً من حيادها، ومحاولة توسطها بين المعارضة والنظام، ومن ثم خروجها من سوريا، وانحيازها للمعارضة، ويرى الباحث أن خروج حماس من سوريا وموقفها، كان انتصارا لقيمها، ورفضا لقمع النظام، والدور القطري-التركي في التأثير على موقف حماس من الأزمة.

جماعة الإخوان المسلمين والنظام السوري

منذ وصول "حافظ الأسد" لسدة الحكم في سوريا عام 1970، بعد للحركة التصحيحة التي تزعمها بعد انقلاب 1963، ساد التوتر في علاقة النظام بالمعارضة وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين، فقانون الطوارىء الذي تم إقراره عشيةَ الانقلاب، أدى لتدني سقف الحريات، وانتهاج النظام لسياسة "القبضة الأمنية" في التعامل مع المعارضين باختلاف أطيافهم، فحظرت جماعة الإخوان في سوريا عام 1964، وظلت حالة التنافر بين الجماعة والنظام  لسنوات طويلة.[1]

ضيق النظام على الجماعة بشكل كبير، فلاحق كوادرها، واعتقل قياداتها، وحظر أنشطتها، وتعرض قادتها للتعذيب والإخفاءالقسري في سجون النظام[2].

 في منتصف حزيران عام1979، وقعت مجزرة في مدرسة "المدفعية" في مدينة حلب، أدت لمقتل عشرات الضباط والجنود العلويين من الجيش السوري[3]، سارع النظام لاتهام الإخوان بالوقوف وراءها، وسط إنكار الإخوان لذلك[4].

أصدر النظام قانون 49، في تموز 1980، والذي تنص أولى مواده على:

"يعتبر مجرماً ويُعاقب بالإعدام كلّ منتسبٍ لتنظيم جماعة الإخوان المسلمين"، والذي على إثره شن النظام حملات أمنية كبيرة على أماكن تواجد عناصر الجماعة وقادتها، وإعدام من يثبت انتماؤه لها، فاتخذت الجماعة قرارا بصد العدوان والدفاع عن النفس، ومواجهة النظام، فحشدت قواها وعناصرها، وتدريبهم وتسليحهم.[5]

عمل النظام جاهدا على حصر أماكن تواجد الإخوان وملاحقتهم، واتبع سياسة "الأرض المحروقة" في التعامل مع هذا "التمرد" الذي اعتبرته مساسا بأمنه القومي وسيادة سوريا، ففي شباط 1982، شن النظام عملية عسكرية كبيرة على مدينة "حماة" (معقل الإخوان)، بقيادة رفعت الأسد -شقيق الرئيس السوري-.[6]

حاصرت القوات السورية النظامية مدينة "حماة" 27 يوما، وقصفتها بالمدفعية، والطائرات العسكرية، حيث احتدمت المواجهة بينها وبين مسلحي الجماعة هناك، فراح ضحية المجزرة عشرة آلاف قتيل على أقل تقدير وظل كثيرون مجهولي

المصير، وخسائر مادية كبيرة، طالت البنية التحتية للمدينة، وبيوت السكان، والمؤسسات الدينية، وسط تكتيم إعلامي من قبل النظام، وإدانات أممية وحقوقية إزاء الأحداث هناك[7].

بدأت الجماعة بعد الهزيمة العسكرية التي تلقتها من النظام بالتراجع في الخطاب والسلوك، أصبح خطاب الإخوان يعارض النظام ويرفض سلوكياته دون التطرق للجهاد والعمل المسلح كما حدث سابقا، أصبحت استراتيجيتها تقوم على معارضة ومواجهة النظام، سياسيا وإعلاميا -أي سلميا- دون عنف، وتحول الخطاب من الدعوة لإقامة دولة إسلامية، لمطالبات بنظام برلماني ديمقراطي، ورفع سقف الحريات، وإنهاء هيمنة العسكر على الدولة ومؤسساتها.[8]

كان النظام يرى أن الإخوان يشكلون خطرا استراتيجا على سوريا، وسلمها الأهلي، خصوصا مع لجوء الجماعة لاستخدام العنف للتعبير عن معارضتها ورفضها لسياسات النظام السوري، حيث اتهمها بالتعاون مع جهات خارجية لإحداث أزمة في البلاد،[9]ومن ثم تشكيل مجموعات مسلحة مثل "الطليعة المقاتلة" وغيرها من المجموعات، حيث أصبحت مجموعات الإخوان تصطدم بالجيش النظامي، فاتهم النظام الجماعة بالوقوف وراء مجزرة المدرسة المدفعية في حلب، ومن ثم مجزرة الأزبكية، والكثبر من عمليات الجماعة التي أودت بحياة العديد من الضباط السوريين، ومجموعة من المسؤولين، ويعتبر أن الجماعة حاولت قلب نظام الحكم، والانقضاض على السلطة.[10]

يرى الباحث أن لجوء الإخوان لاستخدام العنف، جعل النظام يتعامل بحدة كبيرة مع الإخوان، حيث رأى في سلوكها مبررا ومسوغا للهجوم عليها، وحظرها، وملاحقتها، والقيام بعمليات أمنية واسعة ضدها، فالأنظمة بطبيعتها تسعى للبقاء، ومجابهة كل خطر يحيط بها، ويهدد بقاءها واستقرارها، خصوصا مع الخلفية العسكرية للرئيس السوري.

بعد وفاة حافظ الأسد وتنصيب نجله بشار لزمام السلطة في سوريا، تحفظ الإخوان على طريقة وصول بشار للحكم، والتي أخذت شكل التوريث، ولكن رحيل حافظ شكل فرصة أمام الإخوان لفتح صفحة جديدة مع النظام ورفع القبضة وتخفيف القيود المفروضة عليها.[11]

أصدرت الجماعة في2001 "ميثاق الشرف الوطني والذي يأتي في سياق مراجعات الجماعة لفكرها وسلوكها بعد خسارتها في المواجهة المسلحة في مطلع الثمانينيات، حيث يعبر الميثاق عن انفتاح الجماعة على مكونات المجتمع السوري الأخرى، وقابليتها للعمل مع الجميع، للإصلاح والتعددية وتعزيز الحريات.[12]

فشلت كل جهود توطيد علاقة الجماعة بالنظام، لكن تراجعت حدة العلاقة بعد تنصيب بشار الأسد، حاولت الجماعة كسب ود النظام في محطات عديدة، فأعلنت الجماعة تجميد نشاطها المعارض للنظام في 2009 بسبب العدوان الصهيوني على غزة، في محاولة لاستغلال الجماعة لأمرين، الأول: متانة علاقة النظام بحماس في تلك الحقبة ومحاولة استغلالها، والثاني: العلاقة الجيدة التي مر بها النظام السوري بالتركي بقيادة "أوردوغان" (المقرب من الإخوان المسلمين).[13]

أعلنت الجماعة تأييدها ومشاركتها في الاحتجاجات في بداية "الثورة"[14]، واستغلت الأحداث لاستعادة قوتها ووجودها في الشارع، وكان لها دورا بارزا في التحريض على النظام، وكان لوكالات الأنباء المقربة منها دور كبير في تحشيد الشارع، وقادتها في الخارج الذين باتوا يظهرون على معظم الشاشات المؤيدة للثورة والقريبة من الجماعة لتحشد ضد النظام.[15]

بعد تحول الاحتجاجات لمواجهة عسكرية مع النظام "عسكرة الثورة" أيدت الجماعة هذا التوجه فكان لها مجموعاتها على الأرض، ودعمت مجموعات أخرى تلاقت معها في ألأيدولوجيا، ودعمت الجماعة التدخل التركي في سوريا ضد النظام، ورحبت بالدعم والاحتضان الخليجي والسعودي لقيادة الثورة" ومؤسساتها.[16]

يتضح جليا خلال الإيجاز السابق لأبرز محطات العلاقة بين "جماعة الإخوان المسلمين" والنظام السوري، أنها علاقة مشحونة ومتوترة في حقبها المختلفة، بنسب متفاوتة، وهذا التوتر والتنافر سيكون له أثر كبير على علاقة "حماس" بالنظام السوري، وهذا ما سيتضح في الفصول القادمة

حماس والنظام السوري: بداية العلاقة

بذلت الجبهة الشعبية القيادة العامة براسة أحمد جبريل جهودا حثيثة لتمهيد الطريق لبناء علاقات بين حماس والنظام السوري، والذي كان ضرورة لإقامة المؤتمر الثاني للفصائل الفلسطينية[17] الرافضة لمؤتمر مدريد[18] (الفصائل العشرة) في دمشق.

وبناء على تلك الجهود، قامت حماس بأول زيارة رسمية لسوريا ممثلة برئيس مكتبها السياسي (موسى أبو مرزوق) وعدد من أعضاء مكتبها، والتقى الوفد الأمين العام المساعد لحزب البعث السوري(عبد الله الأحمر) في يناير\1992.[19]

يرى الباحث أن هذه الزيارة شكلت اختراقا في العلاقات بين الحركة والنظام السوري الذي كان يتوجس من حماس لجذورها وامتداداتها الإخوانية، حيث وكما أسلفنا فحالة العداء بين النظام والجماعة مستمرة منذ مطلع الثمانينيات بشكل واضح، حتى ذلك الحين لم يكن لحماس تواجد رسمي في سوريا، وكان النظام يسمح لممثلها بالعمل وفتح مكتب له وللحركة في بيته فقط، مما يعني أن النظام رغم التقدم والاختراق الحاصل في العلاقة بينه وبين حماس إلا أنه ظل متوجسا منها.

إبعاد مرج الزهور وانعكاساته على العلاقة

في ديسمبر 1992 قررت الأدارة الإسرائيلية إبعاد 415 فلسطيني من قيادات وكوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى لبنان، عقب عملية خطف لجندي صهيوني قامت بها حماس، حيث رفض المبعدون الدخول للبنان وظلوا في منطقة "مرج الزهور" الحدودية بين فلسطين ولبنان، كوسيلة رفض للإبعاد والقبول به كأمر واقع.

نجح المبعدون في تدويل قضيتهم وتحويلها لقضية رأي عام، وحظوا بتضامن عربي ودولي، وتغطية إعلامية كبيرة[20]، لعب هذا الإبعاد دورا مهما في توطيد العلاقة بين حماس والنظام السوري، حيث كانت اليد العليا للأمن في لبنان للجيش السوري، فتطلب ذلك حدوث اجتماعات بين قادة حماس والجيش السوري هناك لترتيب وتنسيق الزيارات والوضع الأمني في "مرج زهور" مما ساهم في التمهيد لبناء العلاقة بين حماس والنظام، وقد سبق ذلك قرار من الرئيس السوري "حافظ الأسد" يقضي بمساندة المبعدين وتوفير كل ما يلزم لتعزيز صمودهم، وما تبع ذلك من إرسال اثنين من الصحفيين من صحيفة تشرين الرسمية لمرج الزهور؛ لتغطية قضية المبعدين على مدار الساعة، الأمر الذي دفع حماس لإرسال برقية شكر للرئيس السوري، ومن ثم ترتيب لزيارة سرية بين وفد من حماس لدمشق، وكان من بينهم (عبد العزيز الرنتيسي، محمود الزهار، جمال منصور)، اللذين التقوا وزير الإعلام السوري وممثلي النظام، وقدم وفد الحركة طلبا لممثلي النظام يقضي بفتح المجال أمام حماس لفتح مكتبا رسميا لها في سوريا والسماح لها بالقيام بأنشطتها بشكل طبيعي، لكن بقي الملف عالقا دون رد سوري.[21]

بعد مرور عام على الإبعاد، وافق الجانب الإسرائيلي على عودة المبعدين، لكن هناك 17 مبعدا كانت تنتظرهم أحكام عالية في السجون الإسرائيلية، ما دفع ممثلي حماس في لبنان وسوريا على الطلب من النظام السوري بالسماح لهؤلاء بالانتقال للعيش في سوريا، فوافق الرئيس السوري على ذلك وقام النظام بتوفير بيوت سكنية، ومعاشات شهرية، وبطاقات خاصة تسهل حركة هؤلاء، وجوازات سفر سورية.

 شكل وجود هؤلاء في سوريا نقلة نوعية لنشاط وعمل وتواجد حماس على الأرض هناك، فأصبح النظام يسمح لحماس أن تقوم بفعالياتها بشكل معلن في المخيمات، ولكن بشرطين (طلب إذن مسبق عند أي نشاط، وأن تكون كل أنشطة حماس تحت مظلة الجبهة الشعبية-القيادة العامة).[22]

زيارة أحمد ياسين لسوريا ودلالاتها

حل زعيم حماس ومؤسسها الراحل "أحمد ياسين" ومعه وفد رفيع من قيادة الحركة[23]، ضيوفا على دمشق في أيار-1998، في زيارة هي الأولى من نوعها، فاجتمعوا بالرئيس "حافظ الأسد" ومسؤولين أخرين لقرابة ثلاث ساعات، فأحسن النظام استقبالهم وضيافتهم، وفي سياق الجلسة حاول الشيخ ياسين التطرق لقضية الإخوان والنظام السوري محاولة منه للدخول في وساطة بين الطرفين بناء على طلب الجماعة، لكنَّ جهده لم يكلل بالنجاح، ولكن الزيارة حققت أهدافها في تحسين العلاقة مع النظام وفتح آفاق جديدة، حيث أبلغ الرئيس السوري ضيوفه قراره باستقبال حماس بشكل رسمي، ومعاملتها مثل باقي الفصائل، واحتضانها الكامل لها كحركة مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.[24]

يتضح جليا أن زيارة ياسين لسوريا شكلت اختراقا في جدار العلاقات بين حماس والنظام هناك، وساهمت في تبديد مخاوف النظام من امتدادات وجذور حماس الإخوانية، حيث استطاع وفد حماس إقناع الرئيس السوري أنهم حركة تحرر وطني لا ترمي لغير ذلك، ويهمها مصلحتها ومصلحة المقاومة، فتكللت الجهود بالنجاح، نجحت حماس بالحصول على موافقة النظام بالخروج من عباءة (الجبهة الشعبية- القيادة العامة) في وجودها وتمثيلها ونشاطها، وحظيت بما تريد من تمثيل ومقر رسمي لها في سوريا ومعاملة كباقي الفصائل.

خروج حماس من الأردن

كان مقر حماس الرئيسي بالخارج قبل 1999 في الأردن، حيث فتحت الأردن أبوابها لحماس، وسمحت لها بالقيام نشاطاتها السياسية والشعبية كافةً، وكان أعضاء المكتب السياسي وقيادة الحركة في الخارج يحظون باحترام النظام الأردني، رغم الفجوة الكبيرة بين النظام الأردني والإخوان، إلا أن النظام الأردني تلاقى مع حماس في نظرتهما لمنظمة التحرير، فالأردن استضافت حماس كونها أكبر فصيل فلسطيني معارض للمنظمة والسلطة الفلسطينية التي أقيمت على أراض أردنية في الأساس (الضفة الغربية)،[25] فاحتضنت الأردن حماس خير احتضان، ووفرت لها مساحة كافية للتحرك والقيام بنشاطاتها، ووفرت لها الحماية والغطاء السياسي، ولم تتأثر العلاقة باتفاق السلام "الأردني-الإسرائيلي".

 في سبتمبر-1997 أقدم الموساد (جهاز المخابرات الإسرائيلي) على محاولة اغتيال خالد مشعل -رئيس المكتب السياسي لحماس- أمام مكتبه وسط عمان، إلا أن هذه العملية تكللت بالفشل، وتطورت الأمور لاعتقال الأمن الأردني اثنين من وحدة الموساد التي نفذت العملية، ورفض النظام إخلاء سبيلهما حتى تأتي إسرائيل بترياق يعالج المادة السامة التي هاجموا مشعل بها، ومن ثم الإفراج عن زعيم حماس-الشيخ أحمد ياسين- وأسرى أردنيين لدى إسرائيل، وهددت الأردن في حال موت مشعل، ببطلان معاهدة السلام بينها وبين إسرائيل، فاستجاب الجانب الإسرائيلي للطلب الأردني، ونجا مشعل.[26]

عززت محاولة اغتيال خالد مشعل العلاقة بين حماس والنظام الأردني، الذي تعامل مع الحادثة على أنها انتهاك للسيادة الأردنية، فكان الملك حسين يحسن التعامل مع حماس ويبقي على قطيعة منظمة التحرير،  لكن سرعان ما انقلب المشهد بوفاته وتنصيب ولي عهده عبد الله بن حسين ملكا على الأردن.

فأقدمت الحكومة الأردنية في نوفمبر-1999 على إغلاق مكتب حماس الرئيسي في عمان، واعتقال قادة الحركة هناك، وإبعادهم لقطر[27]، وعلى إثر هذا الإبعاد، أعلن النظام السوري ترحيبه واستعداده لاستقبال حماس على أراضيها بشكل رسمي، فانتقل المكتب السياسي ورئيسه لدمشق، وأصبح مقر حماس الرئيس بالخارج، وشهدت العلاقة انفتاحا كبيرا.[28]

يعتبر تحول مركز حماس في الخارج من عمان لدمشق، نقطة تحول فارقة ومهمة في تاريخ العلاقة بين حماس والنظام السوري، الأمر الذي سيكون له أثر بالغ الأهمية في المراحل التاليه لذلك.

تحالف النظام السوري والنظام الإيراني

شهدت علاقات النظام السوري بإيران نقلة نوعية بعد سقوط الشاه الإيراني عقب الثورة الإيرانية، لكن المهم هنا أن كليهما اجتمع على دعم القضية الفلسطينية، ورفض مسار التسوية الأمريكي[29]، ولعب اللون المذهبي الذي تشابه به النظامان دورا كبيرا في تعزيز العلاقات بينهما[30]، ويضاف لذلك العلاقة غير الطيبة بين النظامين السوري والإيراني، وبين منظمة التحرير حيال موقفها من الحرب العراقية الإيرانية، وهو ما لعب دورا كبيرا في إقبال النظامين على احتواء وتقريب حركتي حماس والجهاد.[31]

عوامل أخرى دفعت ساهمت في تقوية العلاقة

ساهم الوجود الفلسطيني في سوريا إسهاما كبيرا في العلاقات بين حماس والنظام السوري، فيعيش اللاجئون الفلسطينيون في سوريا -باختلاف أزمان لجوئهم إليها- حياة كريمة، يتمتعون بكل الحقوق السورية عدا حق المواطنة، فيتواجد في سوريا قرابة نصف مليون فلسطيني موزعين على 11 مخيما في محافظات مختلفة[32]، فهذا الوجود شكَّل عمقا استراتيجيا لحماس في سوريا، وجعلها تبذل جهودا حثيثة للاستقرار في سوريا، لوجود قاعدة جماهيرية فلسطينية هناك، وأيضا القرب الجغرافي الذي تحظى به سوريا من فلسطين، فآثرت حماس سوريا لقربها وأهمية موقعها الجغرافي أيضا.[33]

موقف "جماعة الإخوان المسلمين" من علاقة حماس بالنظام السوري

اتسمت علاقة الإخوان المسلمين في سوريا بالنظام بالحدة والعداء، والصدام في مراحل مختلفة، ويمكن اعتبارها علاقة اتسمت بالدموية، شهدت عليها حماة، وسجون سوريا، فلم يكن لأحدهما أن يتقبل الآخر، وتبددت كل الجهود التي حاولت رأب الصدع بينهما.

وفيما يتعلق بانتقال حماس من عمان إلى دمشق، وانفتاحها على النظام السوري، في البداية أبدت جماعة الإخوان رفضا شديدا لما تقوم به حماس، وحثتها على عدم إقامة أي علاقة مع هذا النظام، حتى قامت قيادة حماس ببذل جهودا حثيثة لإقناع قيادة الجماعة بسوريا بمبررات الحركة لعلاقاتها مع النظام، وحاجة الحركة لكل دعم وجهد في هذه الأمة، حتى أبدت الجماعة ليونة في موقفها اتجاه سلوك حماس مع النظام، مع بقاء بعض المواقف المغايرة والرافضة داخل صفوف الجماعة هناك.[34]

ماذا قدم النظام السوري لحماس"؟

1- الدعم السياسي:

وفر غطاء سياسي لفصائل المقاومة الفلسطينية عموما، وحماس خصوصا، تنطلق منها لمواجة إسرائيل، فوفرت دعما سياسيا كبيرا لحماس منذ انتقال الحركة لدمشق رسميا، وتمثل  ذلك في الدعم الإعلامي والمواقف الإعلامية الداعمة لحماس، ووسائل الإعلام الرسمية والمقربة من النظام التي باتت تدافع عن الحركة وتسعى لتغيير صورتها لدى المجتمع الدولي[35]، وخطاب رسمي سوري يدافع

عن حق الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة  بالدفاع عن أنفسهم ومقاومة الاحتلال، ورفض حل قضية الجولان السوري المحتل على حساب القضية الفلسطينية.[36]

دعمت سوريا حماس وتلاقت المصالح السياسية في ملفات مختلفة، فكان النظام في ذات الخندق مع حماس في رفض اتفاقية أوسلو[37]، ومن ثم رفض الأسد لخطة التسوية الأمريكية التي طرحها الرئيس الأمريكي كلينتون عام2000 التي رفضتها حماس أيضا[38]، ورحب النظام السوري بفوز حماس في الانتخابات النيابية الفلسطينية، ودعا المجتمع الدولي لاحترام نتائجها، واعتبره فوز لمشروع المقاومة، ودعم حكومة حماس برئاسة "إسماعيل هنية" في الوقت الذي وقف المجتمع الدولي في وجهها[39].

وقف النظام السوري ضد العدوان الصهيوني على غزة في 2008، وأعلن تأييده الكامل لفصائل المقاومة وعلى رأسها حماس، التي خاضت حربا استمرت 21يوما، فكان للنظام دور كبير في تعزيز صمود المقاومة وقوتها على الأرض، وبذل جهدا إعلاميا كبيرا في الوسائل التابعة له في دعم المقاومة، وجهودا دبلوماسية كبيرة لوقف العدوان[40].

2- الاحتضان الرسمي والشعبي:

رسميا، ظلت حماس منذ 1998 تستظل بظل الدولة السورية، حيث وفرت سوريا ملاذا آمنا للحركة، في ظل الترهل العربي اتجاه القضية الفلسطينية، بل وتواطؤ بعض الأنظمة مع إسرائيل، حيث شكلت سوريا نقطة ارتكاز استراتيجية للحركة في الخارج، فما كان لقادة الحركة أن يجتمعوا تحت سقف واحد لولا التسهيلات السورية، فذلل النظام كل الصعاب أمام حماس لعقد نشاطاتها، واجتماعاتها الداخلية، ومع الفصائل الأخرى، والأطراف العربية، ووفر لها كل المستلزمات اللوجستية، والمعنوية، وشكل ظهرا وارتكازا قويا للحركة وقادتها.[41]

 

يمكن استعراض بعض أوجه الاحتضان الرسمي من خلال:

توفير طواقم حراسة خاصة لقادة الحركة في سوريا، تسهل اجتماعات مجالس ومؤسسات الحركة هناك، تأمين مقرات الحركة، منح قادة الحركة بطاقات خاصة لتسهيل تحركاتهم، السماح بتسليح كوادر الأمن لتأمين القادة، توفير سيارات بلوحات عسكرية لتسهيل نقلات الحركة بحرية مطلقة، تخصيص مسؤولين في النظام وحزب البعث للتنسيق مع حماس في مختلف المجالات.[42]

ويمكن القول أن هذه الحاضنة الرسمية والسياسية لحماس في سوريا، لم تكن ممكنة لولا الحاضنة الشعبية، فالشعب السوري الذي استقبل اللاجئ الفلسطيني وأكرمه وعامله معاملة الضيف المحترم، وقف لجانب اللاجئ في احتضان حماس والمقاومة، وساهموا في توطيد العلاقة مع النظام وتطويرها[43].

3- الدعم العسكري:

لجانب الدعم السياسي والمالي، والاحتضان الجماهيري السوري لحماس، فالدعم العسكري كان الأهم بين كل ذلك، فلعب دورا كبيرا في مراكمة قوة حماس، وشكلت نقطة تحول على الأرض في الأداء القتالي للذراع العسكري للحركة، وظهر ذلك جليا في جولات مختلفة بين حماس وإسرائيل، ففي 2005 قام الجانب الإسرائيلي بانسحاب أحادي الجانب نتيجة عمليات وقصف المقاومة وعلى رأسها حماس، ومن ثم في حروب(2008، 2012، و2014)، حيث بدا جليا التطور في الأداء القتالي لعناصر كتائب القسام -الذراع العسكري لحماس- في الجولات المختلفة، وعلى مدار السنوات السابقة.

هناك صعوبة بالغة في معرفة وكشف تفاصيل الدعم العسكري السوري لحماس، بسبب حساسية الملف، وخطورة المعلومات التي لا تدلي بها الحركة أو النظام للإعلام بشكل عام، ولكن يمكن استعراض بعض أوجه الدعم العسكري السوري لحماس من خلال: استقبال سوريا لقادة عسكريين وشخصيات أمنية، والسماح لهم بعقد اجتماعاتهم مع المكتب السياسي وغيره في سوريا، السماح لعناصر حماس بشراء السلاح العسكري ومنحتهم امتيازات مماثلة لكبار ضباط الجيش السوري، ومنح النظام أراضي عديدة لحماس تقيم عليها تدريبات ومقرات لها، وتدريب النظام لقادة عسكريين وعناصر أمنيين للحركة هناك على العديد من الأمور العسكرية، والمهارات القتالية، ومن ثم تسهيل مرور العديد من قادة وعناصر الحركة السياسيين والعسكريين لإيران وتوفير غطاء لهم، وهناك العديد من الأسلحة ساهمت في تعزيز قوة حماس الصاروخية كانت تصل من سوريا وإيران مثل (صاروخ جراد، قذائف الهاون، القذائف المضادة للمدرعات، قذائف الكاتيوشا).[44]

 

"انعكاسات الأزمة السورية على علاقة حماس بالنظام"

منذ اندلاع "الثورات العربية" التي بدأت في ديسمبر 2012، عبرت حماس عن أملها في تغيير نحو الأفضل على الواقع العربي والفلسطيني، فأعلنت انحيازها لتلك الثورات، واعتبرتها احتجاجات مطلبية من الشعوب لنيل حريتها من الأنظمة القمعية الديكتاتورية.[45]

امتدت الثورات حتى وصلت سوريا -معقل حماس في الخارج-، ما أثار قلق حماس، ووضعها في موقف حرج، بين مواقفها من الثورات في البلدان السابقة لسوريا، وموقفها أنها حركة تحرر تنحاز لإرادة الشعوب، وبين علاقتها الرصينة بالنظام السوري، وعدم رغبتها بخسارتها.

بدأت الأحداث في سوريا في نهاية شباط/2011 في درعا، حيث اندلعت مظاهرات مطالبة بإصلاح النظام، كان رد قوات الأمن السوري عنيفا في التعاطي مع تلك الاحتجاجات، فزاد القمع والاعتقال من حالة التوتر، خرجت مظاهرات في محافظات مختلفة، تضامنا مع درعا، ورفضا للقمع الأمني المتبع من النظام، وكان النظام يتخوف من تضخم الاحتجاجات، وتحولها لثورة شعبية عارمة.[46]

تطورت الأحداث على نحو متسارع في معظم المحافظات السورية، وسط حالة تحشيد للمعارضة ضد النظام، والعنف المفرط الذي تعامل به النظام لكبح جماح الاحتجاجات هناك، فبدأ الانشقاق يتغلغل في المؤسسة الأمنية السورية، وشكلت المعارضة قوات مسلحة لقتال النظام، ودعم الثورة "الجيش الحر".[47]

 

حماس وسيطا في الأزمة

ظلت حماس تلتزم الصمت حيال الأحداث في سوريا وتحاول إمساك العصا من الوسط، فلم تعقب الحركة على الأحداث سوريا في بدايتها، رغم تردد الإعلام على طرح ذلك على قادتها وممثليها، لكنها آثرت الصمت، والبقاء على الحياد.[48]

اجتمع رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل بالرئيس السوري بشار الأسد في فبراير-2011، وقدم لها جملة من المقترحات والنصائح قائلا "الحل الأمني والعسكري خيار خاطئ، أزمتكم داخلية وليست خارجية أصلا، ولكن الأزمة الداخلية توفر مناخا لأزمة خارجية، والحل هو حل سياسي ومجموعة خطوات تلبون بها مطالب الشعب[49]".

تدخلت حماس بقيادة مشعل كوسيط بين النظام والمعارضة، وعلى رأسها الإخوان، بتكليف من الرئيس الأسد في مارس 2011، وأخذ مشعل يجالس الطرفين، يحاول الوصول لنقطة التقاء، وتهدئة الأوضاع في سوريا، كي لا تتطور الأحداث، فكانت حماس تخشى على الاستقرار في سوريا؛ لأن وجودها هناك مرهونا باستقرار البلاد، فحاول مشعل أن يقنع الإخوان بأن رحيل النظام خطر على محور المقاومة والذي تعتبر حماس جزءًا منه، لكن تكللت هذه الجهود بالفشل.[50]

استمرت حماس في مطالبة النظام بإجراء إصلاحات، والاستجابة لمطالب الشارع، والبحث عن مخرج سلمي سياسي للأزمة بعيدا عن الخيار الأمني العسكري، لكن حماس لم تكن ترغب في الحديث والتطرق للشأن السوري في الإعلام وهذا كان جليا، ويذكر أن النظام ظل يطالب حماس بعدم التدخل بالأزمة السورية.[51]

يرى الباحث أنه بعد فشل وساطة حماس بين الإخوان والمعارضة من جهة وبين النظام من جهة أخرى، واستمرار الحركة في مطالبة النظام بالاستجابة لمطالب التغيير والإصلاح، ورفضها الوقوف لجانب النظام، كل ذلك جعل التوتر يتغلغل للعلاقة بين الطرفين، حيث يعتبر النظام موقف حماس تدخلا وانحيازا للمؤامرة على سوريا.

خروج حماس من سوريا

 أعلنت قيادة حماس خروجها من سوريا في يناير/2012، أي بعد اندلاع الأزمة بعشرة شهور[52]، وتوجه المكتب السياسي وقيادة الحركة العسكريين من دمشق للدوحة في سابقة في تاريخ العلاقة، وأعلنت الحركة إغلاق مكاتبها كافة في سوريا،[53]وبعد خروجها سرعان ما أعلنت الحركة انحيازها للثورة، ورفضها لكل سلوك النظام حيث وصفته بالقمعي والمستبد،[54] وتجلى ذلك في رفع مشعل علم الثورة السورية في مهرجان لحماس في غزة،[55] ورأى النظام في هذا الخروج طعنة غادرة، وخيانة للنظام الذي وفر لحماس كل شيء، ولم يخذلها[56].

أعلنت حماس أن خروجها من سوريا جاء بعد ضغط النظام عليها لإبداء موقفها من الأحداث هناك، وموقف حماس لم يعجب النظام، والنظام سيسخدم حماس كغطاء لعملياته العسكرية في ما بعد،[57]وأن حماس حركة تحرر لن تقبل الوقوف مع نظام مستبد ضد شعب أعزل، وهي منحازة للشعوب دائما، وأنها لا تقبل الدعم المشروط، ولا تخضع للابتزاز السياسي، ورفضها لقتل المدنيين وقمعهم،[58] فحماس آثرت الخروج على موالاة نظام الأسد، ورأت أن ضريبة الخروج أقل كلفة من دعم النظام.

استمرت حماس على روايتها بتعرضها لضغط شديد من النظام للوقوف معه، مدعيةً انتصارها لإرادة الشعب السوري وتنحاز له فقط، ولكن ما حدث مع حركة الجهاد الإسلامي قد يفند ما تقوله حماس، فقيادة الجهاد موجودة في سوريا، ولها امتيازات كبيرة شبيهة بامتيازات حماس في سوريا، لكنَّ الجهاد لم تبد موقفا إزاء الأزمة، فظلت تدعو لحل سياسي، ولم تعلن أنه طلب منها موقف، أو تعرضت لضغوطات من النظام.[59]

وتنقسم الآراء داخل حماس حول خروجها من سوريا بشكل كبير، ويبدو أنه كان هناك حالة من الانقسام في الآراء في هذه القضية، فهناك تيار داخل حماس يمثله محمود الزهار وصالح العاروري معروف بقربه من محور لمقاومة، وتيار آخر يفضل المحور الآخر ممثلا بقطر، وتركيا، ومصر.[60]

يرى أنصار النظام ومحور المقاومة أن ما قامت به حماس هو طعنة في ظهر المحور، ونكران للجميل، وانجرار خلف المال القطري على حساب المقاومة، وتطور الخطاب لدى هؤلاء فيما بعد، كما تطور لدى النظام، فلم تعد حماس بنظرهم ناكرة الجميل وتخلت عن حلفائها فحسب، بل إنها تقترب من الولايات المتحدة باقترابها من قطر وتركيا، وأن حماس تقود

مشروع المقاومة لخطر محدق،[61] فيما يرى تيار آخر أن ما فعلته حماس هو انتصار لثوابتها ومبادئها غير القابلة للمقايضة والمساومة، وانتصار لقيم الحرية التي تقاتل لإجلها، ومساندة لثورة شعبية ضد نظام مجرم مستبد[62].

الأسباب الحقيقية لخروج حماس من سوريا

النغيرات السريعة التي حدثت في المنطقة العربية منذ 2011، جعل حماس تعيد رسم وترتيب أوراقها، وتعيد النظر في كثير من العلاقات، وكشف كثير من الأمور التي لم تكن تظهر قبل ذلك.

إقليميا، حققت الثورة التونسية نقطة فارقة في تغيير نظام الحكم بتنحي زين العابدين بن علي، وكذلك حققت ثورة يناير المصرية انجازا كبيرا برحيل حسني مبارك، حيث كان مبارك معاديًا لحماس ومتعاونًا مع إسرائيل ويضيق عليها بإغلاق المعابر على غزة،[63]حتى وصل الأمر لإعلان إسرائيل الحرب على غزة وحماس من القاهره[64]، فأعطى نجاح هاتين الثورتين بشكل أولي دفعة لحماس، خصوصا مصر المحاذية لغزة.

مع فوز الإخوان المسلمين في استحقاقات انتخابية مختلفة في مصر وتونس، وعودتهما للمشهد السياسي بقوة وفاعلية، جعل حماس تظن أن التجربة السورية ستكون مشابهة لهما، وفي ذات السياق شكل الدعم القطري والتركي لحماس عاملا مهما في دفع حماس للإقدام على تغيير حلفائها في المنطقة،[65]ويضاف إلى ذلك عدم رضا الإخوان المسلمين والمعارضة

السورية عن موقف حماس قبل الخروج[66]، وموقف القاعدة الجماهيرية لحماس في غزة تحيديا، والتي كانت تؤيد الثورة وتنظم فعاليات مناصرة لها.[67]

حماس والنظام السوري بعد الخروج

بعد خروج حماس وإبراز موقفها مما يحدث سوريا، بدأ النظام السوري يتهم حماس بالتدخل في الشأن السوري الداخلي، والتعاون مع جهات أجنبية لإسقاط النظام هناك، وباتت الأصوات والاتهامات بحق حماس تتزايد من قبل بعض وسائل الإعلام والنظام السوري[68].

 يرى النظام أن حماس ساندت الإخوان في سوريا، وأن عناصر من كتائب القسام تقاتل جنبا لجنب لقوات تابعة للمعارضة والإخوان، وأن حماس دعمت جماعات متطرفة تقاتل في سوريا ومنها جبهة النصرة، وأن عناصر حماس في المخيمات يقاتلون ضد النظام[69]، ويقومون بتدريب الإرهابيين، بل ولحماس تنظيم كامل اسمه تنظيم أكناف بيت المقدس يقاتل ضد النظام، وطلبت من الجبهة الشعبية هناك دعمه،[70]وسط نفي حماس القاطع والمتكرر لكل ذلك، نافية أي تدخل لها أو وجود في سوريا أو غيرها[71]، فساهمت هذه الادعاءات، في تعزيز الفجوة بين حماس والنظام.

يرى الكاتب أن هذه الادعاءات تحمل وجها من الصحة، حيث يشير إعلام النظام بالأدلة لوجود عناصر من كتائب القسام، وحركة حماس في مخيم اليرموك وغيره قاتلوا ضد النظام، خصوصا في أنصار بيت المقدس، لكن لا يبدو مطلقا أن ذلك كان بقرار تنظيمي من قيادة الحركة، ولكن الحركة تتحمل جزءا من المسؤولية بذلك، في عدم قدرتها على التعامل مع هذا الملف بشكل سليم إعلاميا وميدانيا في ضبط عناصرها، فساهمت هذه الأحداث بزيادة التوتر بين الطرفين.

كيف استمرت العلاقة؟

استمرت حماس في تصريحاتها المناهضة للنظام السوري بعد انضمامها للمحور "القطري-المصري- التركي"،[72]خصوصا بعد وصول الإخوان لسدة الحكم في مصر، حيث دعم الرئيس المصري حينها -محمد مرسي- حماس بشكل كبير، ورفع

 الحصار المصري المفروض عليها،[73]وكان له موقف مغاير لمواقف نظام مبارك حيال الحرب على غزة في2012[74]، فرفض الحرب وأرسل الرئيس وزراءه لغزة أثناء الحرب, وكان له دور كبير في إنهائها.[75]

استمر التراشق الإعلامي بين قادة حماس والنظام، واستمرت الفجوة في التزايد يوما بعد آخر[76]، خاصة بمطالبة حماس للنظام الإيراني وحزب الله الإنسحاب من سوريا؛ لأن ذلك يؤثر على المقاومة[77]، وظل الطرفان ينفيان أي عودة للعلاقات كلما طرح ذلك.[78]

محاولات رأب الصدع

بعد سقوط نظام الإخوان المسلمين في مصر وعزل الجيش للرئيس مرسي في 2013، ومن ثم الحصار الخليجي على قطر2017، ومطالبة قطر بعدم دعم حماس واستقبال قادتها[79]، فقدت حماس نقاط ارتكاز رئيسة كانت قد اعتمدت عليها في قرار الخروج من سوريا، فبدأت حماس تبذل جهودا لتلطيف الجو العام للعلاقة مع النظام السوري، وباتت تراجع عن رواية أن النظام طلب منها موقفا داعما، وباتت تذكر دور سوريا وفضلها على حماس والمقاومة في مختلف المناسبات،[80]وطلبت حماس من حزب الله وإيران أن يدخلوا وسطاء مرات عديدة؛ لترميم العلاقة مع النظام،[81]ولكنها باءت بالفشل،[82] إذ أن الظروف الجديدة التي أحلت بعد مجيء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وتشديده الحصار على غزة والتعاون مع إسرائيل، وقطع خطوط الإمداد العسكرية الخاصة بحماس، وانحصار الدعم القطري في الدعم المالي، جعل حماس تفكر  بالعودة لسوريا في ظل الواقع الجديد.

الخاتمة:

وقعت القطيعة بين حماس وحليفها الأكبر في المنطقة النظام السوري الذي وفر لحماس كل مقومات التطور والصمود والمقاومة، في ظل ترهل النظام الإقليمي العربي، وتنصله من مسؤولياته اتجاه القضية الفلسطينية، بل وتواطؤ بعض تلك الأنظمة مع إسرائيل والولايات المتحدة، فواجهت حماس صعوبات وتحديات جسيمة بعد خروحها من سوريا ومقاطعتها للنظام، ولكن ظلت بعض الأصوات تؤكد استمرار الدعم العسكري حتى في ظل القطيعة السياسية، ورغم كل محاولات تطبيع العلاقات بين الطرفين، ظلت القطيعة سيدة المشهد بينهما.

النتائج:

-       تتسم علاقة النظام السوري بالإخوان بالعداء التاريخي منذ منتصف السبعينيات، وتحول العداء لصدام ومواجهة مسلحة بين الطرفين فيما بعد، خلفت نتائج وخيمة.

-       شكلت جذور حماس وارتباطها بجماعة الإخوان عائقا كبيرا في علاقتها مع النظام السوري في البداية، لكن الجهود التي بذلتها حماس والجبهة الشعبية(القيادة العامة) لتغيير الصورة النمطية عن الحركة لدى النظام، ساهمت في تذليل العقبات تدريجبا أمام تقدم العلاقة بين الطرفين.

-       تقاطع النظام السوري مع حماس في عدة محاور، تتجلى في رفض مؤتمر مدريد، ورفض مشروع التسوية الأمريكي، والاختلاف منظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها، ومن ثم رفض اتفاق أوسلو، ما ساهم في تعزيز القواسم المشتركة، والعمل بين الطرفين.

-       شكل قرار النظام الأردني بترحيل قادة حماس من أراضيها علامة فارقة في علاقة حماس بسوريا، حيث رحب النظام السوري بحماس، وأصبحت دمشق مركزا للحركة في خارج فلسطين.

-       احتضنت سوريا حماس احتضانا كبيرا، وشكلت لها نقطة ارتكاز استراتيجية في الخارج، ووجدت الحركة حاضنة شعبية ورسمية تمكنها من القيام بكافة أعمالها هناك.

-       رفضت جماعة الإخوان في سوريا تحالف حماس مع النظام في بداية الأمر، حيث رأت أن حماس تتحالف مع نظام مستبد ومجرم، ولكن الحركة بذلت جهودا حثيثة لتغيير هذا الموقف، حتى أظهرت الجماعة بعض الليونة فيما بعد.

-       دعمت سوريا حماس عسكريا بشكل كبير ونوعي، وبدا ذلك جليا في أداء حماس القتالي، وقدراتها العسكرية المتزايدة.

-       التقت حماس مع إيران وسوريا في رؤيتهما للصراع مع إسرائيل، فشكلوا "محور المقاومة" الذي أدى لتغيير قواعد الصراع بتحالف القوى المعادية لإسرائيل في المنطقة.

-       حاولت حماس جاهدة أن تبقى في موقع الحياد من الأزمة السورية في 2011 لكن هذا لم يدم طويلا، فأخطأت حماس التقدير فيما يخص الملف السوري، ويبدو أنها راهنت على سقوطه سريعا، وتكرار النموذج (المصري، التونسي، الليبي).

-       حاولت حماس جاهدة الموازنة بين ارتباطها الإخواني، وعلاقتها بالنظام السوري، لكن اندلاع الأزمة واشتدادها في سوريا بدد كل ذلك.

-       لم يكن لحماس دور في الأزمة السورية على الأرض، ولكن هناك عناصر من حماس والقسام قاتلوا ضد النظام، دون قرار من الحركة، لكن الحركة لم تحسن التعامل مع ذلك إعلاميا.

-       لعبت قطر وتركيا دورا في إقناع حماس بالخروج من سوريا، وأنهما سيكونان خير بديل.

-       دفعت حماس ثمنا باهظا جراء خسارتها لسوريا كحليف استراتيجي مهم في المنطقة، فلم تجد من تركيا وقطر ما وجدته في دمشق، حيث تركز دعمهما على الجانب المالي، بينما الأخيرة احتضنت حماس ودعمتها على كل الأصعدة، ولم تخضع للضغوط الدولية الرامية لإنهاء ذلك.

-       لم يكن موقف حماس من الأزمة السورية وقرارها بالخروج من سوريا محل إجماع في الحركة بالداخل والخارج، فبدا واضحا وجود انقسام في الآراء والتصريحات.

-       لم تحسن حماس التعامل مع الملف السوري واختلافها مع النظام، وسرعان ما تحول لخلاف، ويبدو أنه كان يمكن لها الانسحاب دون إبداء موقف، فلم تحفظ طريق العودة مرة أخرى، وجعلته أمرا صعبا للغاية.

-       لم يكن النظام راضيا عن موقف حماس، وطلب منها موقفا مؤيدا له، لكن كان بإمكان حماس الاحتفاظ بحق الصمت، لكنها هولت حجم الضغوطات، وذلك يبدو جليا في صمت الجهاد الإسلامي وبقاء علاقته طيبة مع النظام.

-       حاولت حماس العودة للمربع السوري و "محور المقاومة"، بعد سقوط الإخوان في مصر، والحصار الخليجي على قطر، ولكن الجهود كانت متأخرة، وبعد إخفاقات من حماس في التعامل مع الملف.

-       فشلت جهود الإصلاح بين حماس والنظام، والتي قادتها إيران وحزب الله، ويبدو أن العودة باتت أمرا صعبا، خاصة بعد ما آلت إليه الأمور في سوريا من تقسيم، وتهجير للسكان، ودخول أطراف كثيرة للحرب.

 

التوصيات:

-       أن تحافظ حماس بصفتها حركة تحرر وطني، على الحياد التام في الصراعات العربية، أو الأزمات الداخلية للدول، فحركات التحرر بحاجة لكل دعم، من أي طرف إن اختلفت معه فكريا أو مذهبيا.

-       أن تقوم حماس بتشكيل لجنة من نخبة السياسيين والدبلوماسيين لديها، لترميم العلاقة مع النظام السوري وإحياء محور المقاومة من جديد، وأن تبذل كل الجهود للعودة إليها لما لاقته من دعم لا مثيل له، ونقلة نوعية على أدائها وهي هناك.

-       أن تبتعد حماس في صناعة قرارها الداخلي والخارجي عن أي انتماء لغير المقاومة، والقضية الفلسطينية، وأن تفصل بين انتمائها الروحي والفكري لجماعة الإخوان، وبين كونها حركة تحرر، فهي بحاجة لتعزيز عنصر الاستقلالية في صنع القرار.

-       أن تضبط حماس خطابها الإعلامي، فلا يجوز أن يغرد بعض القادة خارج سرب الموقف الرسمي للحركة، كما لوحظ في الأزمة السورية، حيث ساهم ذلك في تأجيج الأزمة.



[1] "الأخوان المسلمون: من التأسيس حتى مجزرة المدفعية"، عنب بلدي، 16-6-2019،

https://enabbaladi.net/archives/308118 .                                                 

[2]  "تاريخ الإخوان المسلمين في سوريا"، ويكيبيديا الإخوان المسلمين،

https://cutt.ly/1juIBBj

[3]  وثائقي: طلقات الغدر عن جرائم الإخوان المسلمين في الثمانينيات، الإخبارية السورية،

https://www.youtube.com/watch?v=xN0ekl0wjOw

[4]  عنب بلدي، (مرجع سابق).

[5]  ويكيبيديا الإخوان المسلمين، (مرجع سابق).

[6] معركة نظام الأسد لإنكار مجزرة حماة 1982 – موسوعة سورية السياسية،

https://www.youtube.com/watch?v=tKWjiBJnTjQ

 [7]  عبد الله حاتم، "مجزرة حماة: ذكرى دامية طغت عليها إبادة الأسد لسوريا"، الخليج أون لاين، 2-02-2020،

[8]  نجيب الغضبان، "الحركة الإسلامية السورية..وآفاق التحول الديمقراطي"، ويكيبيديا الإخوان المسلمين،

https://cutt.ly/CjuA8oU

[9] خطاب الرئيس حافظ الأسد عن جماعة الإخوان، يوتيوب،

https://www.youtube.com/watch?v=cPi5GT_MhwQ

 [10]  أيهم منير، "عصابة الإخوان المسلمين في سوريا"، مكتبة جوجل،

https://sites.google.com/site/syrianmuslimbrotherhood/

[11]  المرجع السابق

[12]  صادق عبد الرحمن، "الإخوان المسلمون في سوريا: الطائفة والاجتثاث"، حبر، 26-5-2018،

https://cutt.ly/VjuKNJu 

[13]  المرجع السابق.

[14]  "إخوان سوريا: لم نحرك المظاهرات ولكن ندعمها"، ويكيبيديا الإخوان المسلمين، 30-6-2011،

https://cutt.ly/tjpnp8w

 [15]   زابينا كاساجرانده/ ابتسام فوزي، "هل يرسم الإخوان المسلمون مستقبل سوريا حال رحيل الأسد؟"، وكالة دي دبل يو، 31-7-2012،

https://cutt.ly/Djo3CPt

 [16]  نور الدين العربي، "الإخوان والثورة السورية: هل شاركت الجماعة في الحرب؟"، حفريات، 4-2-3019،

[17]  أحمد جبريل، برنامج في الميادين، قناة الميادين، 9-9-2013،

https://www.youtube.com/watch?v=gqQWvWNAXGA

 [18]  مؤتمر دولي للسلام بين العرب وإسرائيل انعقد في العاصمة الإسبانية مدريد في الفترة من 30 أكتوبر/تشرين الأول وحتى 1 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1991، ورعته الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق سعيا لإقامة سلام دائم بين الدول العربية وإسرائيل.

https://cutt.ly/jjcUlJK

 [19]  عبد الحكيم حنيني، منهجية حركة حماس في العلاقات الخارجية: سورية نموذجا 2000-2015 (بيروت: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 2018، الطبعة الأولى)  صفحة 83.

[20]  "مرج الزهور: وأد سياسة الإبعاد وانتصار إرادة المقاومة"، فلسطين أون لاين، 17-12-2020،

https://cutt.ly/Fjmkwvq

 [21]  عبد الحكيم حنيني، مرجع سابق، ص84-85.

[22] المرجع السابق، ص86.

 [23] "أحمد ياسين يبحث بدمشق تطورات القضية الفلسطينية"، قناة الجزيرة،21-5-1998،

https://www.youtube.com/watch?v=MCkCi9_9tQc

[24]  سري سمور، "مدرسة الشيخ أحمد ياسين التنظيمية والسياسية"، الجزيرة نت، 30-4-2019،

https://cutt.ly/GjQr49Y

[25]  سميح المعايطة، "الأردن وحماس: هل من جديد؟"، عمون، 25-10-2017،

https://www.ammonnews.net/article/337936

[26]  وكالة معا، " تفاصيل عملية اغتيال خالد مشعل ونوعية السم المستخدم"، 27-12-2013،

https://www.maannews.net/news/660694.html

[27]  "الأردن يغلق مكاتب حماس، والإخوان تستنكر"، قناة الجزيرة، 10-4-2018،

https://cutt.ly/ejWJfDR

[28]  أسامة أبو ارشيد، "معضلة حماس في سوريا"، الجزيرة نت، 16-1-2012،

https://cutt.ly/BjWKZPv

[29]  عبد الحليم خدام، التحالف السوري الإيراني والمنطقة،(القاهرة: دار الشروق،2010)، ص14.

[30]  مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، "مستقبل العلاقة بين حماس وإيران"، سلسلة تقير استراتيجي(65)، مارس-2014.

[31]  أحمد خالدي وحسين آغا، سوريا وإيران: تنافس وتوازن، ترجمة عدنان حسن(بيروت: دار الكنوز الأدبية،1977)،ص152-160.

[32]  "اللاجئون الفلسطينيون بسوريا: قبل وبعد الثورة"، الجزيرة نت، 8-5-2017،

https://cutt.ly/jjWN1qC

[33]  عبد الحكيم حنيني، مرجع سابق، ص98-101.

[34]  المرجع السابق، ص113-114.

[35]  متابعة الباحث لقنوات (الإخبارية السورية، قناة الميادين).

[36]  كلمة الرئيس باشر الأسد في قمة الجامعوة العربية في شرم الشيخ، الإخبارية السورية،

https://cutt.ly/jjYkmG5

[37]  إيتامار رابينوفيتش، "اتفاقيات أوسلو: لماذا فضّل رابين منظمة التحرير الفلسطينية على الجانب السوري؟"، عربي بوست،15-9-2018،

https://cutt.ly/IjYxiiS

[38]  ماكسيملين كوشيك، "إضاءات على تاريخ العلاقات الأمريكية-السورية"، دي دبل يو، 8-4-2017،

https://cutt.ly/kjYFcBj

[39]  الجزيرة نت، "الأسد يدعو لاحترام فوز حماس وإسرائيل تضع شروطها"، 29-1-2006،

https://cutt.ly/5jYFXn2

[40]  صادق عبد الرحمن، "الحرب على غزة: ما الذي يقوله أنصار النظام السوري؟"، المدن، 31-7-2014،

https://cutt.ly/JjYG2X0

[41]  إيلي الفرزلي، "هل يرمم حزب الله ودماء 15 أيار ما انكسر بين حماس ودمشق؟"، السفير، العدد: 11892، 21-5-2011.

[42]  عبد الحكيم حنيني، مرجع سابق، ص125-126.

[43]  خالد مشعل يشكر النظام السوري على دعمه2011، يوتيوب،

https://www.youtube.com/watch?v=eIOAIWbEdZw

[44]  المرجع السابق، ص130-134.

 [45]  وكالة صفا، "مشعل يوضح: كيف تعاملت حماس مع الربيع العربي والثورات المضادة؟"،24-9-2016،

https://cutt.ly/yjULTsm

 [46]  عزمي بشارة، سوريا: درب الآلام  نحو الحرية: محاولة في التاريخ الراهن(الدوحة: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات،2013)، ص81.

 [47]  رضوان زيادة، التحول الديمقراطي في سوريا نموذجا(بيروت: رياض الريس للكتب والنشر، 2013)، ص74-75. 

[48]  دنيا الوطن، "الناطق باسم حركة حماس: موقفنا مما يجري في سوريا هو الحياد بين النظام الذي آوانا والشعب"، 8-6-2012،

https://cutt.ly/NjUXdyw

[49]  خالد مشعل، برنامج بلا حدود، قناة الجزيرة،

https://www.youtube.com/watch?v=8No8ORHa7ZI

[50]  عربي 21، "البيانوني يوضح حديث مشعل عن الوساطة بين الإخوان والأسد"، 16-11-2020،

https://cutt.ly/zjUMfQX

[51]  كمال خلف، "الاسد يشرح اسباب القطيعة مع حماس"، رأي اليوم،https://cutt.ly/MjU1V6b  

[52] خالد مشعل، بلا حدود، مرجع سابق.

[53]  وكالة زاد الأردن،  "حماس تغادر سوريا الى قطر بعد رفض الاردن لاستضافتها

http://www.jordanzad.com/print.php?id=42199

[54]  خطاب اسماعيل هنية  في القاهرة، 26-7-2012،

https://www.youtube.com/watch?v=92vF1XLAPQU

[55]  مشعل يرفع علم الثورة السورية في غزة، 8-12-2014،

https://www.youtube.com/watch?v=sL-OlR43nAk

[56]  ناهض حتر، "الأبطال والهستيريا"، عمون، 21-7-2012، https://cutt.ly/ZjU26sI

 [57]  أصلان إسماعيل، "حماس والنظام السوري: مسار هزّته الثورة فهل تعيده المصالح؟"، إيران وير بالعربي، 14-12-2020،

https://iranwirearabic.com/archives/11815

 [58]  القدس العربي،  "مأزق حماس وثوابتها الوطنية"، 17-12-2013،

https://cutt.ly/IjU0YB1

 [59]  ضياء الكحلوت، "الجهاد الإسلامي الفلسطينية والأزمة السورية"، الجزيرة نت، 6-5-2013،

[60]  حميد قرمان، عودة هنية بين اختفاء السنوار .. وتيارات حماس"، مركز الناطور للدراسات والأبحاث، 18-11-2020،

https://cutt.ly/GjIWFG9

[61]  نارام سرجون، "الرئيس الأسد وحماس .. ودموع ويليام والاس"، موقع الصفاف، 

https://cutt.ly/OjIEBxx

[62]  ياسر الزعاترة، "حماس إذ تتحدى الضغوط وتخرج من سوريا"، الجزيرة نت، 10-2-2012،

https://cutt.ly/bjIRZnE

[63]  "مبارك يرفض فتح المعبر ويحمل حماس مسؤولية العدوان"، الجزيرة نت، 31-12-2008،

https://cutt.ly/qjIDBk6

[64]   "ليفني تهدد غزة من مصر"، الجزيرة، 28-12-2008،

https://www.youtube.com/watch?v=oeViL47pLxo

[65] هودالي ديانا/ حسن حسين، "حركة حماس في مهب الرياح بسبب الأزمة السورية"،  دي دبل يو، 29-10-2013،

https://cutt.ly/UjOm2SX

[66]  كمال خلف، " المعارضة السورية تهاجم خالد مشعل وتطالب حماس بعدم التدخل في الشأن الداخلي السوري"، رأي اليوم، 20-1-2015،

https://cutt.ly/qjIG51s

 [67] دي دبل يو، "أهل غزة يدعمون الثورة السورية وتوتر علاقة حماس مع دمشق"، 25-2-2012،  https://cutt.ly/hjIHEHN

 [68]  قناة الميادين، "التايمز: حماس تقاتل إلى جانب المعارضة السورية"، 5-4-2013،

https://cutt.ly/GjU2syD

 [69]  قناة الإخبارية السورية، "حماس بين عبء الأخونة والالتزام بالنهج المقاوم"، 19-10-2013،

https://www.youtube.com/watch?v=GfOKCkFVP_U

 [70]  ناهض حتر، "بهدوء: أكناف حماس، للصبر السوري حدود"، الأخبار، عدد2563، 4-10-2015.

 [71]   آر تي، "هنية ينفي أي وجود عسكري لحماس في إدلب"، 4-3-2020،

[72]  محمد علوش، "هنية محيّياً الشعب السوري"، الشرق،

https://cutt.ly/kjIBD7R

[73]  خالد غانم، "مرسي وغزة"، وكالة شهاب، 18-6-2019،

https://cutt.ly/xjIVSF1

[74] خطاب الرئيس محمد مرسي أثناء حرب غزة2012، التلفزيون المصري،

https://www.youtube.com/watch?v=h50v0oTEliQ

[75]  خالد مشعل يتحدث عن دعم مرسي لهم،  يوتيوب، 19-6-2019،

https://www.youtube.com/watch?v=qbsxR-Zh_fA

[76]  دنيا الوطن، "الاسد: مواقف حماس الاخيرة انتهازية ونحن اكثر من دفع ثمنا من اجلها"، 22-10-2013،

https://cutt.ly/RjIB2EY

[77]  أسامة حمدان يطالب بسحب حزب الله مقاتليه من سوريا، يوتيوب، 

https://www.youtube.com/watch?v=L3QmwkuJWrE

[78]  آر تي، "سوريا تنفي إعادة العلاقات مع حركة حماس"،

https://cutt.ly/FjIMRbe

[79]  آر تي، "لدول الأربع تفرض عقوبات جديدة على قطر باجتماع المنامة اليوم"، 30-7-2017،

https://cutt.ly/UjI210W

[80]  آر تي، "حماس تعلن رسميا موقفها من الأزمة السورية"، 24-10-2017،

https://cutt.ly/0jI918O

 [81]  أغصان حمد، "هل تعود العلاقات بين سوريا وحماس قريبا؟"، دنيا الوطن، 4-1-2021،

[82]  ربيع يحيى، "ماذا تريد حماس من وراء محاولات المصالحة مع النظام السوري بوساطة إيرانية؟"، إرم نيوز، 13-8-2019،

https://www.eremnews.com/news/arab-world/1924170

كلمات مفتاحية
حماس
سوريا
النظام السوري
أضف تعليق
تعليقات الزوار
لا يوجد تعليقات حالياً، ما رأيك أن تفتتح التعليقات؟
تقارير
آخر الأخبار
الباحث كريم قرط يمثل "يبوس" في مؤتمر فلسطين ومستقبل الشؤون الدولية باسطنبول
الباحث كريم قرط يمثل "يبوس" في مؤتمر فلسطين ومستقبل الشؤون الدولية باسطنبول
الباحث قرط يمثل يبوس في مؤتمر فلسطين الثاني بالدوحة
الباحث قرط يمثل يبوس في مؤتمر فلسطين الثاني بالدوحة
المقالات
هجرة طوعية" من غزة.. واقعية الطرح وإمكانيات التنفيذ
هجرة طوعية" من غزة.. واقعية الطرح وإمكانيات التنفيذ
تسليح المستوطنين.. هل تمهد للمواجهة مع الفلسطينيين في الضفة الغربية؟
تسليح المستوطنين.. هل تمهد للمواجهة مع الفلسطينيين في الضفة الغربية؟
محور فيلادلفيا ورفح.. معضلة خيارات الاحتلال “الإسرائيلي” في توسيع الحرب
محور فيلادلفيا ورفح.. معضلة خيارات الاحتلال “الإسرائيلي” في توسيع الحرب